الرومانسية هي كلمة السر التي يجتمع تحت مظلتها جميع المشاهدين، والسنوات الأخيرة التي ظهرت فيها بعض التجارب الفنية بالدراما السينمائية والتليفزيونية أكدت تعطش الكثيرين لهذه التيمة الفنية التي ربما عادت في قلة من الأعمال التي حملت معنى الرومانسية بشكل خالص بعيد عن قالب الأكشن الذي تغلف به أو الكوميديا.
على مدار تاريخ السينما المصرية قدمت العديد من الأفلام التي تعد محطات بارزة في الدراما الرومانسية لعل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ كان صاحب النصيب الأكبر منها فجميع الأعمال التي قدمها ارتبطت بهذه التيمة التي تجمع بين التراجيديا في أحيان كما في فيلم "الوسادة الخالية"، والكوميديا في أحيان آخرى مثل فيلم "شارع الحب"، ورغم أن العندليب كان بأفلامه في المرتبة الأولى من الاهتمام والمتابعة الجماهيرية إلا أن هناك بعض الأعمال التي تبقى خالدة الذكر في أذهان المشاهدين في منتصف القرن المنصرم لعل أبرزها فيلمي "أغلى من حياتي" الذي لعب بطولته كل من الأحلام صلاح ذو الفقار وشادية وقدم في منتصف الستينيات واشتهر بأسمي "أحمد" و"منى" كأسماء أصبح يستخدمها الكثيرون في حياتهم الخاصة في مثل تلك العلاقات الرومانسية.
ويرصد "أغلى من حياتي" علاقة الحب بين الثنائي التي لم تكتمل وبرغم فترة الفراق التي يسافر فيها الحبيب إلى الخارج وزواجه من أخرى إلا أنه حين يتجدد اللقاء يعاود الحب قلبهما ويتزوجان في السر.
ويأتي في المرتبة الثانية من الشهرة بالأعمال الرومانسية السينمائية فيلم "حبيبي دائمًا" الذي قدمه الفنان الراحل نور الشريف بصحبة زوجته الفنانة بوسي وحقق نجاح وشهرة واسعة لهما على المستوى الفني وعلى مستوى كونهم ثنائيا رومانسيا في الحياة الخاصة، وبرغم تعدد الأعمال التي جمعت الشريكان قبل وبعد هذا الفيلم إلا أنه يبقى صاحب النصيب الأعظم من المحبة الجماهيرية على مدار مشوارهم الفني، وهو الفيلم أيضًا الذي قدم الرومانسية في قالب اجتماعي وإنساني بشكل غير تقليدي عن حياة الشاب المحدود المستوى الاجتماعي الذي ينفرط حبه من بين يديه بسبب ظروفه المادية ويوم أن يعاوده مجددًا تكون الرحلة مع الحبيبة ذو وقت قصير بعد إصابتها بمرض السرطان.
لكن برغم تعدد الأعمال التي قدمت في هذه القرن المنصرم إلا أن الألفية الجديدة شهدت العديد من الأفلام صاحبة القدر الأكبر من الاهتمام بالرومانسية والتي تبقى صاحبة النصيب الأعظم من المشاهدة كلما عرضت بالقنوات الفضائيات بخلاف النجاح الذي حققته في السينما خلال فترة عرضها خصوصًا وأن تلك الأعمال التي بدأت السينما في الألفية الجديدة في استعادة قدر من رونقها بعد تخبط وقع عليها من جراء سينما المقاولات والذي اختفى معه الإطار الرومانسي من الأعمال المقدمة.
سهر الليالي
من بين هذه الأفلام "سهر الليالي" الذي قدم في ٢٠٠٣ وجمع نخبة من الفنانين وهم منى زكي وأحمد حلمي وحنان ترك وشريف منير وفتحي عبد الوهاب وعلا غانم وخالد أبو النجا وجيهان فاضل وناقش العلاقات الزوجية بشكل أكثر عصرية بين الحب والخيانة بخلاف علاقات الصداقة بشكل جرىء متجاوز الأعمال السابقة التي ناقشت كل فكرة من تلك في أعمال منفصلة، وقد ارتفعت شهرة الفيلم أيضًا مع توظيف أغنية الفنانة القديرة فيروز "سهر الليالي" ضمن أحداثه بل إنها كانت سببًا في معرفة الكثيرين بالأغنية في ذلك الوقت.
حب البنات
مزيج بين الدراما الاجتماعية والكوميدية والرومانسية التي تقدم خليطًا متنوعًا من مشاكل البنات في مراحل عمرية مختلفة تحمل كثيرا من التفاصيل والمشاهد التي تمنح حيوية لكل مشهد بها، هذا العمل الذي يتصدر المركز الأول في العرض بالفضائيات المصرية نظرًا لحب وإعجاب الكثيرين به الذين باتوا يحفظونه عن ظهر قلب، وتعود شهرة الفيلم أيضًا لاحتوائه على عدد كبير من الفنانين منهم ليلى علوي وحنان ترك وأشرف عبد الباقي وهنا شيحة وآخرون.
أحلى الأوقات
"عايزة ورد يا إبراهيم" الإفيه الشهير الذي لازم بطلته هند صبري "يسرية" الدرسة التي تحلم باهتمام من زوجها بل إنها تفصح عن رغبتها له في إحضار ورد لها، وقد أصبح هذا الإفيه "لازمة كوميدية" تستخدم في كثير من التعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل هذ الأمر ساهم في شهرة ونجاح الفيلم بخلاف أغنية "الدنيا ريشة في هوا" للراحل سعد عبد الوهاب والتي قدمها في نسختها العصرية الفنان محمد منير، وقد شارك في بطولة الفيلم أيضًا كل من الفنانة منة شلبي وحنان ترك.
تيمور وشفيقة
الخلافات العاطفية بشكلها العصري بين أحمد السقا "تيمور" ومنى زكي "شفيقة" الثنائي الفني الذي يجتمع الجميع على متابعة أعماله نظرًا للكيمياء الخاصة التي تجمع بينهما، وبرغم أن فيلم "تيمور وشفيقة" الذي قدم في ٢٠٠٧ سبقه بعام فيلم "عن العشق والهوى" الذي لعب بطليه بطولته أيضًا لكن الأول يبقى صاحب المحبة والاهتمام الكبير من المشاهدين نظرًا لما يتضمنه من مواقف كوميدية ورومانسية خاصة.