يرى أن سويسرا أفضل الدول الأوروبية في التعايش الديني والتسامح، وأن الجماعات الإرهابية هي السبب في الفهم الخاطئ للإسلام، وأن جماعة الإخوان الإرهابية اتخذت الدين ستارًا لأهدافها السياسية، وأنها جماعة دموية ودماء الشهداء منذ السبعينات في رقابها، وأن الرئيس السيسي حقق المعجزة وانتشل مصر من غياهب هذه الجماعة، ويؤكد أن مصر عماد العالم الإسلامي، والأزهر مرجعيته وأشياء كثيرة يتحدث عنها الشيخ اللبناني موفق الرفاعي إمام وخطيب مسجد لوزان من خلال هذا الحوار في السطور المقبلة:
في البداية متى بدأت العمل كإمام لمسجد لوزان؟
ـ منذ أكثر من 25 عامًا فقد جئت في مهمة لمدة شهر من مدينة بعلبك بلبنان، لتعليم بعض المدرسين اللغة العربية، وتعاليم القرآن الكريم، وطلبوا مني الاستمرار، ومن وقتها وأنا هنا بعد أن تخرجت في كلية الإمام الأوزاعي في بيروت، ومسجدنا هذا يتبع المجلس الإسلامي السويسري.
وما مصادر تمويل المساجد في سويسرا ؟
ـ أغلب التمويل يكون من التبرعات من أعضائها، ومن رجال الأعمال ولكن مساجد جماعة الإخوان الإرهابية كانت تحصل على تمويل من دول كثيرة، وكانوا يسيطرون على الهلال الأحمر في السابق ببعض هذه الدول، والآن يحصلون على الدعم من تركيا وقطر، التي لها مساجد أيضًا هنا وهناك، مساجد تابعة للألبان، ويكون تمويلها ذاتيًا، أما نحن في مسجد لوزان فتمويلنا ذاتي من خلال المشروعات الملحقة بالمسجد من مكتبة، ومنفذ سلع استهلاكية يتم بيعها، ويخصص الدخل للصرف على مرافق المسجد، لاسيما أن العمل هنا تطوعي بدون أجر، ولا يحصل على راتب سوى الإمام ويؤم المصلين ويعطي دروسًا دينية، ويكون ذلك باللغتين العربية والفرنسية.
لماذا تحظر سويسرا بناء المآذن؟
ـ كان ذلك رد فعل لنجاح بعض الجاليات المسلمة في الأنحاء المتحدِّثة بالألمانية لاستصدار ترخيص بناء مآذن لأحد المساجد في عام 2008، ولكن جراء ذلك نشطت مبادرات مجتمعية معارضة، ونالت هذه التحرّكات تأييد حزبي الشعب السويسري والاتحاد الديمقراطي الفيدرالي اللذين نسّـقا جهودهما لوقف بناء المآذن؛ لتكون سويسرا هي أول بلد أوروبي يحظُـر بناؤها بعد تأييد نسبة كبيرة من الناخبين ذلك عام 2009، وعلى الجانب الآخر لم تكن هناك حملات إعلامية قوية من المسلمين مساوية لهذه التحركات، برغم أن عدد المسلمين يُـقدّر بنحو 4.5% من إجمالي السكان في سويسرا.
وما عدد المساجد هنا؟
ـ أعتقد أنه يوجدُ في سويسرا نحو 400 مسجد ومكان مخصّـص للصلاة ومركز لكن أربعة منها فقط تتوفّـر على مآذن، ولكن المساجد هنا لا توجد بها الظواهر الغريبة التي نسمع عنها في بعض الدول الأوربية وأمريكا مثل إمامة المرأة للرجال أو الاختلاط في الصلاة بين الجنسين أو قيامها بالأذان.
وهل يستقبل مسجد لوزان غير المسلمين؟
ـ نعم نحن نجري فعاليات اليوم المفتوح للمسجد؛ حيث يتوافد علينا عدد كبير من غير المسلمين من المواطنين السويسريين والأوروبيين والجنسيات الأخرى، ونطلعهم على دور المسجد، وما يقدم من شعائر، وكذلك رسالة الإسلام السمحة، وأنه دين سلام وتآخ، كما نستقبل طلاب المدارس والجامعات الذين يبدون اهتمامًا باللغة العربية، فالمسجد بمثابة جامعة تخرج الدعاة، كما ننظم إفطارًا في شهر رمضان، وندعو إليه غير المسلمين أيضًا، كما دخل المئات منهم في الدين.
وما موقف الحكومة السويسرية من الحجاب؟
ـ لا يوجد حظر للحجاب في سويسرا، وهي بلد تحترم الحريات وهناك اندماج وتعايش سلمي على أعلى مستوى، ولكنها تتحفظ على الحجاب بالنسبة للمدرسات العاملات في المدارس الحكومية على اعتبار أنها تابعة للحكومة والدولة علمانية، أما النقاب فممنوع ببعض المناطق؛ ولكن يسمح به للسائحات العربيات الذين يأتون من البلاد العربية والإسلامية.
وما أسباب تدني مستوى الأئمة بمساجد أوروبا؟
ـ للأسف الشديد هذه هي الحقيقة المرة فمعظم الأئمة لا يكونون حاصلين على شهادات عليا أو متخصصين وبعضهم من دون تعليم على الإطلاق، وهذا الإمام يطلبه مجتمع العمّال كي يؤمّ الصلاة؛ لأنه تقيّ أو يحفظ بعض القرآن، وغالبًا ما يكونون تابعين لأحزاب وحركات تفضلهم على غيرهم من حملة الشهادات، بوازع الانتماء والولاء، ويكون هؤلاء عصا الأحزاب والتيارات في استصدار الفتاوى وتكفير المجتمع، ويجلبون بهذه الأفعال الفهم الخاطئ للإسلام والعداء له في أوروبا، كما تكثر الخلافات بينهم حسب المرجعيات المذهبية، ولهذا تقوم سويسرا بتثقيف الأئمة والمرشدين والمرشدات المسلمين وتوعيتهم ليقوموا بدورهم بتثقيف وتوعية المسلمين، لمساعدتهم على الاندماج فى المجتمع وتوعيتهم بمقتضيات التعايش السلمي من خلال دورات تدريبية للأئمة وورش عمل مفتوحة للمسلمين وغير المسلمين فى الجامعات.
وهل هناك علاقة بينكم وبين الأزهر؟
ـ العلاقة قديمة ومستمرة فالأزهر الشريف منارة العالم الإسلامي، ونحن نلبي أية دعوة نتلقاها للحضور في أي مؤتمر، ونستقبل العلماء منه في شهر رمضان، والمناسبات الدينية هنا في لوزان كما أن الكتب الموجودة في مكتبة المسجد حاصلة على موافقة الأزهر الشريف صاحب الوسطية والمؤيد لموقف أهل السنة والجماعة، ونحن نطالب بدور أكبر للأزهر في أوروبا لتحرير المساجد من عبودية الفكر المتطرف وتصحيح صورة الإسلام في الغرب.
ما رأيك في فترة حكم الإخوان لمصر؟
ـ هذه الفترة كانت من أشد الفترات الحالكة السواد في تاريخ مصر فقد كانت مرحلة كارثية، وساءت فيها أحوال المصريين المعيشية أيضًا، فقد استغل الإخوان الدين غطاء للوصول للحكم، ثم تحالفوا مع الفرق والجماعات الإرهابية واستشرت حالات القتل لاسيما في سيناء في رجال الجيش والشرطة المصرية، بعد فتاوى التكفير التي كانوا يبيعونها للجماعات الدموية والدين منهم براء؛ فكيف يكفرون أكبر جيش عربي ويستحلون دماء الأبرياء بغير ذنب؟ ومن يدفع ديات هؤلاء الشهداء؟ ولكن جماعة الإخوان دموية منذ نشأتها، وهم يتلونون كالحرباء، وهذا أيضًا ليس من الدين الإسلامي، وللأسف الشديد فعلت هذه الجماعة الإرهابية ذلك في تونس وقتلوا الأبرياء ويفعلون ذلك في لبنان وهم بكل صدق الخطر الأكبر على الإسلام وهم أيضًا ضعاف في العلوم الدينية الإسلامية، ويجب أن يكون لدينا وعي أنهم يستخدمون الدين لأغراض سياسية.
وكيف ترى الشأن المصري الآن؟
ـ عودة مصر لدورها الرائد عربيًا وإسلاميًا ودوليًا وإقليميًا أسعدني، فالعقلاء يتمنون أن يكون هذا الدور لها وليس لغيرها من الدول؛ لأنها بلد الأزهر الشريف، وعلماء الدين والأئمة أصحاب المذاهب مثل الإمام الشافعي، كما يوجد بها المذهب المالكي والمذهب الحنفي، ومهم جدًا أن تبقى مصر قوية، وأن يستمر دعم الدولة للأزهر وفضيلة المفتي، كما أنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أسمع أخبار تعافي الاقتصاد المصري وسداد الديون؛ لأن هذا سيجعل العملة المصرية تنشط، ولا يكون هناك ضغوط اقتصادية على الشعب، وحتى لا يستغلها أعداء مصر في إثارة القلاقل الداخلية، ومن كل قلبي أحيي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قاد أرض الكنانة إلى شط النجاة، ووضعها في المكانة اللائقة بها في زمن قياسي أبهر العالم، وأنا متفائل للغاية، بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا في مصر، فعندما تنهض ينعكس ذلك بالإيجاب على الأمتين العربية والإسلامية.