الحب بين الشباب
ما حكم حب الشاب الفتاة وهما في فترة المراهقة، والشاب يريد أن يتزوجها عندما يكبران، هل هو في هذه الحالة يرتكب إثما؟
الحب والبغض من أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله سبحانه ، ولا يعرف الحب أو البغض إلا بآثار عملية يقوم بها المرء، فلا يحاسب المرء إلا على ما قام به من عمل أو قول، وهذا النوع من الحب القلبي جائز لا إشكال فيه إن توقف عند هذا الحد، ما لم يتعد إلى النظر أو اللمس المُحرَّم، أو المحادثات المحرَّمة.
ويجب في هذه الحالة أن يسلك الشاب السبيل الحلال الموصل إلى الزواج بهذه الفتاة التي يحبها وذلك بأن يتقدم لخطبتها من أبيها، ففي الحديث: “لَمْ يرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ” سنن ابن ماجه (3/ 54).
فإن لم يوفق إلى هذا الأمر فعليه أن يصبر ولا يسلك الطرق التي حرمها الله مثل (الكلام في الحب أو المقابلات وغير ذلك من الأمور) لأن هذه الأمور توقع الإنسان فيما حرمه الله، فقد توقع الانسان في الزنا والله عز وجل يقول : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].
فالله عز وجل ينهى عن كل ما يقرب إلى الزنا وتعليق النهى بقربانها، للمبالغة في الزجر عنها، لأن قربانها قد يؤدى إلى الوقوع فيها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه .
ومما سبق نقول : لو كان الحب في القلب فقط ولا يتعدى إلى غير ذلك فنرجو من الله ألا يكون في ذلك إثم، حيث إنه لا دخل لك فيه، علما بأنه ينبغي عليك أن تتجنب كل ما يزيد هذا الحب في قلبك، أما إذا تعدى إلى غير ذلك فلا يصح ويأثم الانسان على هذا. والله أعلم
أسأل الله العظيم أن يشرح صدرك وأن يطهر قلبك وأن يوفقك الى كل خير وأن يحفظك من كل سوء .