أخبارأخبار محليةتحليللايت

الأم وابنتها المراهقة.. تعرف على الأسرار التى تجمع بينهما

تستبشر كل أم خيرا كلما ازدان فراشها بمولود أنثى، باعتبارها السند النفسي والمادي الذي ستستند عليه. وتبقى الأم كلها أمل في خلق ثنائي مميز قمة في التفاهم والتوافق، بل وأحيانا تخطط بعض الأمهات إلى استنساخ ابنتها لتكون نسخة مطابقة لها، لكن مع بداية مرحلة المراهقة تبدأ هذه العلاقة في التعقيد والتوتر بعد أن تتحول الفتاة الوديعة المطيعة، إلى أخرى عنيدة ومتمردة. ذ.مونير لحفاص، مدرب في مهارات التنمية الذاتية والإرشاد التربوي، متخصص في قضايا الطفولة والمراهقة والعلاقات الزوجية يقربنا أكثر من كنه هذه العلاقة وسر المفارقات العجيبة التي تصيب الأمهات بالذهول.

مع دخول الفتاة مرحلة المراهقة تتغير مجموعة من الأمور، فما الذي يجب معرفته عن هذه المرحلة من حياة كل فتاة؟

لعل الميزة التي تميز الفتاة المراهقة هي انتقالها من مرحلة الطفولة إلى النضج بشكل سريع، فتطرأ عليها تغيرات نفسية وجسدية تدفعها إلى أن تصبح متقلبة المزاج وسريعة الغضب بسبب أو بدون سبب، فيقف المتلقي حائرا من تصرفاتها وكل نقاش يبحث عن سبب هذه التصرفات يدفعها لأن تكون أكثر حدة وعنادا، لهذا نجد أغلب المراهقات يملن إلى العزلة والوحدة والاختلاء بالذات، وكثيرا ما تسقط أغلبهن في حبال الاكتئاب بشكل سريع.

كيف يتصرف الوالدان إزاء هذه التغييرات النفسية والجسدية؟

ينبغي على الوالدين أن يتسما بصفة الحكمة عند التعامل مع الفتاة المراهقة، لأنها جد حساسة، وأن ينتبها لأفعالهما وردود أفعالهما التي قد تكون عكسية، وفي كثير من الأحيان مدمرة لشخصية ابنتهما المراهقة، وهنا يبرز دور الأم بالأساس كفاعل محوري في التطور السليم لشخصيتها.

لماذا الأم وليس الأب؟

هذا يعود لعدة أسباب لعل أولها وأولاها بالذكر يرجع لنفسية الفتاة المراهقة التي تتسم بالخجل والحياء، فنجدها لا تفاتح أحدا في مواضيعها كما يصعب عليها أن تتواصل مع الآخرين، وهنا يطفو دور الأم على السطح، لأنها الأقرب لابنتها ولأنها تتفهم ما تمر به، فهما من جنس مؤنث ناعم واحد، يشتركان في ما لا يشتركه معها الجنس الذكر.

كيف يجب أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها المراهقة؟

يجب على الأم الذكية أن تسعى لإخراج ابنتها المراهقة من الحالة النفسية التي تمر منها عبر بناء جسور الصداقة المضبوطة، بحيث تشعر الفتاة بالأمان والطمأنينة في الحوار والتفاعل، وهما حاجتان نفسيتان توطدان العلاقة وتزيل الكثير من الشكليات الخاطئة من طريق التواصل بينهما. وعليه ننصح الأمهات بما يلي:

– الابتعاد عن النقد واللوم والعتاب، لأنه من مدمرات العلاقة.

– تفادي السخرية من شكلها وملابسها وتصرفاتها.

– تشجيعها على الإنجازات التي تقوم بها للرفع من ثقتها وتقديرها لذاتها.

– عدم مقارنتها مع بنات جنسها.

– عدم مجاراتها في انفعالاتها السلبية والإنصات لها باهتمام.

– التعبير المباشر عن حبها واحتضانها باستمرار.

– خلق مساحة معقولة من المصارحة المتبادلة لتفادي البحث عن المعلومات من مصادر غير موثوقة.

ما هي الطريقة السليمة لتناقش الأم مع ابنتها المراهقة المواضيع الحساسة والمسكوت عنها؟

قاعدة أساسية على الأمهات معرفتها بالضرورة مفادها: “لا تنتظري ابنتك لتفاتحك في المواضيع الحساسة بل كوني أنت المبادرة”، لأن مبادرة الأمهات لمعرفة ما يدور في عقول بناتهن مهم جدا قصد التصحيح أو التعديل أو المصادقة. وهذه المبادرة تأخذ عدة أشكال ذكية، من بينها: أن تناقش الأم مع ابنتها حالة لفتاة أخرى تعرضت لمواقف حساسة ومحرجة، فتبين لها مكامن النقص ومكامن القوة، وتجمل خلاصات تستفيد منها الفتاة بشكل مباشر وصحيح. كما يمكن للأم أيضا أن تهدي ابنتها كتيبا يناقش ما ستمر به الفتاة من تغيرات جسدية ونفسية.

ما هي مثلا نوعية المواضيع الحساسة التي يمكن للأم مناقشتها مع ابنتها؟

على العموم، فالمواضيع التي على الأمهات مناقشتها مع فتياتهن المراهقات يجب أن تناقش أهم التغيرات التي تطرأ على جسد الأنثى، العادة الشهرية ومظاهرها الجسدية والنفسية، النظافة الشخصية المستمرة، المسموح به والممنوع بين الجنسين ذكرا أو أنثى، الحب بين الجنسين بين الصواب والخطأ، ماهية الاحتلام، ماهية غشاء البكارة ثم كيف تحمي نفسها من التحرش.

ماهي أهم القيم التي يجب توفرها في علاقة الأم بابنتها المراهقة؟

لابد من الثقة عوض الشك والريبة، الصراحة عوض الكتمان والغموض، التشجيع عوض الردع والتثبيط، الانفتاح المعقول عوض الانغلاق، الحياء عوض الخجل.. هكذا يمكن أن نؤسس لعلاقة ناجحة ومتميزة بينهما، وبالتالي ننتقل بهذه المراهقة لبر الأمان المفعم بالإيجابية والتأثير الحسن.

الرابط المختصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى