أخبارأخبار محليةلايت

المصريون القدماء حاضرون في احتفال الصينيين بعيد “الأشباح” | صور

مثلما يحتفل المصريون مطلع شهر إبريل بعيد شم النسيم ابتهاجًا بقدوم الربيع، يحتفل الصينيون في نفس التوقيت بعيد تشينج مينج ويعني الصفاء والنقاء، ويقومون بعادات وتقاليد مزجوا فيها بين الاحتفال بقدوم الربيع وزيارة الأجداد في قبورهم وهي العادة التي يقوم بها المصريون في عيدي الفطر والأضحى.

الفسيخ والبيض الملون مقابل التشيج توان
المصريون أصحاب أقدم حضارة في التاريخ يقومون منذ أكثر من 7 آلاف سنة بتلوين البيض وتناول وجبات الفسيخ والرنجة ومختلف أنواع الأسماك في هذا اليوم ويخرجون إلى المتنزهات العامة لقضاء وقت ممتع مع العائلة،.. أما الصينيون أصحاب حضارة الـ 5 آلاف عامًا، فيخرجون إلى المتنزهات العامة ويقومون بإعداد وجبات التشيج توان ،وهي عبارة عن كرات من عجين الأرز محشوة بأنواع مختلفة من الخضروات واللحوم، وهي لذيذة وسهلة المضغ.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

كنس القبور ووضع الزهور
الأجواء متشابهة بين الشعبين فكلاهما يستمتعان بتفتح الأزهار واعتدال درجات الحرارة، ويطلقون الطائرات الورقية وكرة القدم وزراعة الشجار، فيما يتفرد الصينيون بزيارة مقابر ذويهم ووضع أكاليل الزهور والأطعمة لمشاركتهم البهجة، ويقومون بسرد كل ما حدث خلال العام الماضي عليهم، وأيضًا كنس المقابر وإزالة الأعشاب الضارة وتجديد التربة بجوار القبور، فيما يقوم المصريون بالأمر نفسه مع بعض الاختلافات في عيدي الفطر والأضحي، بزيارة قبور الأجداد والآباء وقراءة القرآن الكريم ووضع الزهور أو ما يتسنى من أشجار الصبار وكنس المكان وتنظيفه.

الأعياد القومية والدينية في الصين تكون معظمها متأثرة بفعل الأساطير والحكايات الشعبية والأشخاص الذين لهم دور في حياة شعوبهم، لذلك فإن معرفتها تحمل متعة خاصة، لما تتمتع به من مضمون ثري وتاريخ عريق، كما أنها جزء من الثقافة الصينية.

على مدار الأيام الثلاثة الماضية، احتفل الشعب الصيني بأكمله بعيد تشينج مينج الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2500 سنة، ويسمى أيضا بـ “عيد الأشباح” في بعض المناطق الصينية، لأنه يتضمن أيضًا إحياء ذكرى الراحلين من الأهل والأعزاء وتذكر محاسنهم.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

تشينج مينج والتلوث
في الماضي، بمناسبة العيد، اعتاد الناس على حرق أوراق النذور الخاصة للتعبير عن الحب والاشتياق للعائلة أو الأصدقاء الذين غيبهم الموت، ووفقا للاحصاءات، يتم حرق 1000 طن من الورق في عيد تشينغ مينغ كل عام، مما يتسبب برفع درجة تلوث الهواء إلى حد ما، لكن في السنوات الأخيرة، بدأ المزيد من الناس باختيار طرق صديقة للبيئة مثل استخدام الزهور، محل حرق الأوراق.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

الصينيون يشبهون المصريون القدماء.
في حديقة أشجار الصفصاف، بقلب بكين العاصمة، تابعت ، احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج، حيث ارتدى الجميع الزي التقليدي الصيني وأفرع الصفصاف فوق رؤوسهم كتاج يعبر عن الفرحة، وهي نفس العادة من حيث الزي والتاج التي كان يتبعها المصريون القدماء أيضًا قبل أكثر من 7 آلاف سنة، ونظمت عدة فعاليات تضمنت قيام فرقة فنون شعبية بغناء جماعي على آلة موسيقية تشبه الربابة المصرية.

قطرات الماء لجلب الحظ
كما نظمت مسابقة بين الحضور وحصل من يستطيع الإجابة عن أسئلة بخصوص العيد على جوائز رمزية، فيما استكملت الفعاليات بزرع أشجار جديدة في أماكن مخصصة لذلك، وقام عدد من الفتيات الصينيات بوضع قطرات من الماء في يد كل الحاضرين من خلال غمس غصن الصفصاف في إناء به ماء مخلوط بالورد، وهي عادة تستهدف جلب الحظ لمن يوضع بيده الماء خلال العام الجديد.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

قصة تشينج مينج
يرجع تاريخ عيد تشينج مينج إلى عهد الإمبراطور جين ون قونج، الذي كان يتعرض للاضطهاد قبل اعتلاءه العرش قبل 2600 عام، وذات يوم فقد جين ون قونغ وعيه من شدة الجوع والعطش، فلم يجد أتباعه ما يقدمونه لإنقاذه، فقام أحد المخلصين له اسمه جيه تسي توي، بقطع قطعة من لحم فخذه لينقذه من الجوع.

وبعد مرور 19 عاما، عاد جين ون قونج من منفاه ونجح في اعتلاء العرش، وكرم كل من صمد بجانبه بمناصب رفيعة، إلا جيه تسي توي الذي نسيه، لكن بمجرد أن تذكر الإمبراطور هذا الأخير، أرسل لطلبه وتكريمه، رفض جين تسي توي وهرب إلى الجبال ، فأمر الإمبراطور البحث عنه بإشعال النيران في الجبال حتى يضطروه إلى الخروج، لكنه لم يخرج وفضل الموت محترقا مع والدته.

وحدادا على هذا البطل الذي اختار الموت على المنصب الرفيع صار الناس يمتنعون في ذكراه عن إيقاد النيران فيأكلون أطعمتهم باردة، وفي عهد أسرتي مينج وتشينج الملكيتين ( 1368 – 1911) أصبح هذا اليوم مناسبة تقليدية لتقديم الولاء للأسلاف وزيارة أفراد العائلة الضرائح.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

حرق النذور
وتتضمن طقوس القرابين التقليدية، إزالة الناس للأعشاب المتنوعة عن الضرائح وإضافة إليها كمية من التراب، وإشعال أعواد الند، وحرق أوراق النذور، فيما يُعد طرودا بريدية من عالم الأحياء إلى العالم الآخر، وينحنون أمامها تحية وإجلالا للراحلين، وقد صور الشعر المكتوب في عهد أسرة سونج الملكية (960-1279) العادات المألوفة عند الصينيين في عيد تشينج مينج، بأنها مناسبة يزور فيها الناس بتتابع الأضرحة الكثيرة على قمم الجبال الجنوبية والشمالية لتقديم القرابين، ويتطاير رماد الأوراق النذور في السماء كأسراب من الفراش الأبيض المحلّق، ويذرف الناس دموعهم ودماءهم مثل الوقواق الأحمر.

ولم يقتصر الناس على حرق أوراق النذور فحسب ، بل كانوا يقدمون عشرة أطباق كبيرة من الأطعمة إلى الأضرحة أيضا، كما ظلت زيارة القبور عادة شعبية وظلت مستمرة حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الآن المنظمات والمجموعات بزيارات جماعية لقبور الشهداء، وعندما يحل عيد تشينج مينج، يتوافد الناس إلى مقابر الشهداء الثوريين حيث يقدمون لها باقات زهور أو أكاليل زهور أو أشجار صنوبر أو السرو تعبيرا عن حزنهم على الشهداء.

كما اعتاد الناس خلال العهود القديمة بقيام نزهة لقطف القرملة ، وما زالت هذه العادة مستمرة حتى الآن، وبمناسبة حلول عيد تشينج مينج، تقوم الفتيات والنساء بنزهة ربيعية حيث يقطفن بعض البقول البرية الطازجة، ويجلبنها إلى بيوتهن لإعداد الجياوتسي ومعجّنات الذرة المحشوة، والتي تعتبر لذيذة الطعم وذات رائحة شهية ونكهة خاصة.

كما يعتبر قطع أغصان الصفصاف ووضعها على الرؤوس، وغرس الأشجار أنشطة مألوفة بمناسبة عيد تشينج مينج، خلال العهود القديمة، ويوجد في الأشعار القديمة بيتان يقولان: أشجار الحور والصفصاف الخضراء في كل أنحاء الشوارع تشبه الضباب وترسم الخطوط الكبرى للطبيعة بمناسبة عيد تشينج مينج في الشهر الثالث حسب التقويم القمري الصيني.

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

احتفالات الصينيون بعيد تشينج مينج بمناسبة الربيع

الرابط المختصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى