مفوضة الإتحاد الإفريقي: الاستخدام الأمثل للطاقة يغني إفريقيا عن بناء 11 محطة طاقة جديدة
بدعوة من ولي عهد الدانمارك و الوكالة الدولية للطاقة، تنعقد في مدينة سوندربورج الصناعية بالدانمارك ” القمة العالمية لكفاءة استخدام الطاقة “، ويحضر القمة فعليا عدد كبير من القادة و الوزراء من ٦٥ دولة بالاضافة الى المشاركة من خلال الفيديوكونفرانس لاكثر من ٢٠ الف مشارك .
وتناقش القمة الخطوات و الاجراءات الواجب اتخاذها من قبل الدول و الحكومات و الشركات الكبرى بشأن الاستخدام الأمثل للطاقة المتاحة و زيادة كفاءتها و أيضا القضايا الطاقة الملحة حول تطوير الطاقة والتحول الطاقي و النفاذ للطاقة ولا سيما أفريقيا.
وتنعقد القمة في وسط اهتمام عالمي كبير لتوفير مصادر الطاقة و الأمن الطاقي كأحد اهم تداعيات الازمة الروسية الاوكرانية .
تمثل القارة الافريقية في هذا الحدث الدولي الهام الدكتورة اماني ابوزيد مفوضة الطاقة و البنية التحتية بالقارة الافريقية.
و خلال الجلسة الوزارية، والتى أكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن التكامل الإقليمي في مجال الطاقة هو أولوية إنمائية لأفريقيا ، موضحه أن التجارة وتكامل السوق تعد أحد المجالات الرئيسية المدرجة في أجندة أفريقيا 2063 – وهي أجندة تحدد مسار الرؤية للقارة للسنوات الخمسين المقبلة.
وقالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي ” وبالتالي فإن نجاحها سيساعد في تحويل الاقتصادات ودفع النمو إلى أكثر من ١.٣ مليار أفريقية و أفريقي معظمهم من الشباب مما يزيد الفرص المستقبلية في سوق أفريقي يضم 55 دولة ذات قوة شرائية استهلاكية متنامية.
وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد الي أن كفاءة الطاقة تلعب دورا رئيسيا في تحقيق تكامل السوق، وخاصة في قارة ذات دوافع عالية لمعالجة الفقر الطاقي و ازدياد الطلب على الكهرباء .
وقالت ” لذلك من الأهمية بمكان وضع آليات من شأنها أن توفر الدعم للتعاون الإقليمي وتنسيق السياسات للتقارب في نهاية المطاف نحو معايير أداء الطاقة على نطاق القارة و المتابعة الحثيثة لأنماط الاستهلاك و تحسينها و رفع كفاءتها في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
واضافت ” ويعني الاستهلاك الأمثل الكفء للطاقة في تحقيق نشر أسرع للنفاذ للكهرباء و الطاقة وذلك من خلال نهج استراتيجي ومنسق ومتكامل مشترك مطبق في كل منطقة وبلد في اطار السوق الافريقي الموحد للطاقة و الذي اطلقتة مفوضية الاتحاد الافريقي في يونيو ٢٠٢١ كما تبنت مفوضية الاتحاد الافريقي مشروعا افريقيا لكفاءة الطاقة يهدف وضع نهج استراتيجي و اجراءات متكاملة لسياسة الطاقة على المستوى القاري.
وتابعت مفوضة الطاقة والبنية ” بشكل تفصيلي فالمستهدف من تحسين كفاءة استخدام الطاقة هو الآتي: توفير في استخدامات الكهرباء بين 15 إلى 24 تيراواط ساعة سنويا وهو ما يمثل 5 إلى 9٪ من الكهرباء الإقليمية الحالية ، مما يؤدي إلى توفير إجمالي تراكمي للكهرباء يتراوح بين 100 تيراواط ساعة و 160 تيراواط ساعة بحلول عام 2030.
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد ” وتتراوح قيمة وفورات الكهرباء هذه بين 1.3 و2.2 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2030 مما يؤدي إلى وفورات تراكمية إجمالية في فواتير الكهرباء تتراوح بين 9 و 14 مليار دولار أمريكي.
واضافت ” يمكن أن يغني الاستخدام الأمثل و الكفء للكهرباء عن الحاجة إلى بناء ما بين 7 إلى 11 محطة طاقة كبيرة [500 ميجاوات لكل منها] في القارة بحلول عام 2030 ، مما يوفر 7 إلى 11 مليار دولار أمريكي أخرى من تكاليف غير الضرورية للطاقة .
واوضحت أن المستهدف أيضا ، خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين 12 و21 مليون طن سنويا مما يساهم بنسبة 87 إلى 140 مليون طن في وفورات تراكمية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى 10 سنوات.
واكدت أن التوفير في الطاقة الناتج عن الاستخدام الامثل للطاقة في الاضاءة و الأجهزة المنزلية يمثل ايضا تقليلا من النبعاثات الضارة تعادل الانبعاثات الناتجة عن ٣ -٥ مليون سيارة تعمل بالوقود التقليدي (سولار و بنزين) ، مشيره إلي أن الوفر الناتج عن منع الهدر و استخدام الامثل للطاقة يعني أيضا انه يمكن ان تستخدم هذه الطاقة التي تم توفيرها في اضاءة ٥ مليون منزلا في أفريقيا.
واكدت الدكتورة أماني أبو زيد إنه دعما للأهداف المذكورة أعلاه، تم بالفعل الانتهاء من تقييم توفير الكهرباء في الاقليم الجنوبي للقارة الافريقية SADC مما يدل على نتائج إيجابية، وقالت ” ونواصل العمل مع شركائنا لتغطية كافة الاقاليم الافريقية الأربع القادمة من أفريقيا لإجراء تقييمات مماثلة.
واضافت ” و توفر هذه التقييمات تحليلا يوضح الفوائد التي تحققت من تحسين كفاءة استخدام الطاقة من خلال تنفيذ معايير أداء الطاقة الدنيا للإضاءة والأجهزة والمعدات على الصعيدين الوطني والإقليمي.
و أكدت الدكتورة اماني ابو زيد مفوضة الاتخاد الافريقي للطاقة و البنية التحتية ان هذا النهج الاستراتيجي هو أحد تدابير السياسات المتكاملة والمنسقة والموحدة التي تركز على السوق الافريقي للكهرباء، لأنها ستحول الأسواق القطرية والإقليمية والقارية إلى تكنولوجيات أكثر كفاءة وبأسعار معقولة، من خلال تمكين المزيد من وضع وتنفيذ سياسات الطاقة والبيئة الاستراتيجية، كما هو مطبق حاليا في المناطق العالمية الأخرى وفي أكثر من 40 اقتصادا ناميا وناشئا على الصعيد الدولي.
كما اكدت أنه بالتعاون مع شركاء القارة الافريقية ، يقوم الاتحاد الأفريقي أيضا بتطوير الاستراتيجية التنظيمية لتنسيق سوق الكهرباء الأفريقية، والتي ستكون بمثابة نقطة انطلاق لدفع أسواق المناطق والبلدان المستهدفة نحو مستويات كفاءة أعلى من أي وقت مضى على المدى الطويل، ونأمل أن نتعلم المزيد ونضع معايير مع البلدان والمؤسسات التي تمكنت من تحقيق نتائج إيجابية بشأن هذه المبادرة.
جدير بالذكر أن الدكتورة أماني أبو زيد هي أيضا عضو باللجنة العالمية رفيعة المستوى للعمل العاجل بشأن كفاءة الطاقة و التي تضم 23 عضوا من شخصيات بارزة من آسيا وأفريقيا وأوروبا والامريكتين برئاسة رئيس وزراء أيرلندا، و تضم في عضويتها مفوضة الطاقة بالاتحاد الافريقي دكتورة اماني ابو زيد، و وزراء الطاقة في الفلبين ، نيوزلندا، المغرب، المانيا ، جورجيا و عدد من رؤساء الشركات الكبرى مثل سيمنز و العلماء الدوليين.
و يأتي عمل اللجنة في لحظة حرجة في تحولات الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم فعلى الرغم من الإمكانات الهائلة لكفاءة الطاقة يكافح العالم من أجل الحصول على فوائده الكاملة. يستمر الطلب العالمي على الطاقة في الزيادة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند مستويات قياسية. وفي الوقت نفسه، فإن كثافة الطاقة – الطاقة اللازمة لإنتاج وحدة واحدة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي – لا تتحسن بالسرعة الكافية لتعويض الطلب القوي على الطاقة ونمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي ضوء هذه الاتجاهات المثيرة للقلق، هناك اعتراف متزايد من قبل الحكومات والقادة في جميع أنحاء العالم بضرورة تكثيف جهود لتسريع التقدم المحرز في كفاءة الطاقة بسرعة من خلال إجراءات سياسية جديدة وأقوى من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم. وقد وضعت هذه السلسلة من التوصيات القابلة للتنفيذ لدعم الحكومات في تحقيق إجراءات أكثر طموحا بشأن كفاءة استخدام الطاقة.
وفي سياق متصل و على هامش المؤتمر ، اجتمعت مفوضة الافريقية في جلسات ثنائية بوزراء الخارجية ، وزير التعاون الدولي ، و وزير الطاقة و المناخ الدانمركيين و العديد من وزراء الطاقة في العالم لعرض التحديات الافريقية و الجهود الكبيرة التي اوليها القارة لموضوعات الطاقة و حشد الدعم للبرلمج الافريقية المختلفة.
كما التقت مع عدد من السفراء الافارقة من خلال عشاء استضافته السفارة المصرية في كوبنهاجن على شرف الدكتورة اماني ابوزيد . حيث قامت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي الاتحاد الافريقي بعرض بعض اولويات الاتحاد الافريقي و القضايا الملحة و كذا الاستعدادات الافريقية لقمة المناخ في شرم الشيخ و للاحتفالات بيوم افريقيا .
