أخبارأخبار محليةلايت

في عيد الحب.. تعرف على قصة القديس “فالانتين” وسبب اسم “الحب العذرى”

على وقع دقات قلوب العاشقين، يتجدد الاحتفال فى الرابع عشر من فبراير من كل عام بعيد صاحب الجلالة الحب، الآمر الناهى على القلوب، وصاحب السلطان على الأحاسيس والمشاعر، ليتحول العالم إلى غنوة حلوة تشدو بها قلوب المحبين قبل ألسنتهم، وزهرة زاهية يتبادلها العشاق فى عيدهم، ولكن ما قصة الاحتفال بعيد الحب؟

تمثل قصة الاحتفال بعيد العشاق رمزًا بأن سلطة الحب أقوى من أية قيود حتى لو كانت سلطة الملوك أنفسهم، حيث تبدأ القصة عندما أصدر الإمبراطور الرومانى كلوديس الثاني “القرن الثانى الميلادى” أمره بمنع زواج الشباب، ظنًا منه أن هذا القرار من شأنه أن يصرف الشباب إلى الالتحاق بالجيش وأن يبلوا بلاءً حسنا فى الحروب، فالمتزوجون لا يؤدون مهامهم بقدر ما يؤديها العذاب، ورغبة منه في عدم انشغال جنوده بذويهم عندما يخوضون الحروب.

وبعد أن أصدر الإمبراطور قراره بمنع الزواج، رفض أحد القساوسة ويدعى فالانتين هذا القرار، وكان يقوم بتزويج الشباب سرًا، وعندما علم الإمبراطور بذلك أمر باعتقال القسيس فالانتين، وزج به فى السجن.

هنا ظهر الحب أقوى ما يكون حتى فى زمن الحرب، تحدى قرار الأمبراطور منحازا لقلوب العاشقين من شعبه.

وبين جنبات السجون حيث تسلب كل الحريات، لا يبقى للسجين سلطان إلا على قلبه، وحدث أن أحب القسيس فالانتين ابنة سجانه الكفيفة، فما كان ممن زوج العشاق سرًا ، إلا أن ينساق وراء نداء قلبه، فتزوج منها، وساعدها على الشفاء من مرضها.

سيق القسيس فالانتين لتنفيذ حكم الإعدام فيه يوم الرابع عشر من فبراير عام 269 ميلاديا، فما كان منه إلا أن كتب أول بطاقة لعيد الحب إلى زوجته التى أحبها قال فيها “من المخلص لك فالانتين”.

تم تنفيذ حكم الإعدام بحق القسيس فالانتين، إلا أن قصته أبت ألا تغادر خيال العشاق والمحبين، وصارت بطاقته التى تركها لزوجته تقليدا يحرص عليه كل من أصيب بسهم الحب، وعندها أطلق علي فالانتين لقب قديس، وصار يوم إعدامه عيدا لانتصار الحب، ليبقى الحب “صاحب الجلالة” الأقوى من حكم الإمبراطور.

ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا اليوم عيدًا عالميًا للعشاق يتبادلون فيه الهدايا، مثل الرسائل والورد، باعتبارها رسل الغرام الأقرب إلى القلوب، لكن قصة فالانتين لا تعنى أن الاحتفال بالحب لم يكن موجودا من قبله، فقد عرف قدماء المصريين الحب ، فأقدم قصص الحب المرتبطة بانتصار الخير على الشر، كانت قصة الحب التى جمعت بين إيزيس وأوزوريس، كما مثلت الإله حتحور رمزا للحب عند الفراعنة.

أما العرب فقد كانت أكثر الأمم ايمانا بالحب وارتباطا به، فخلدوا ذلك فى أشعار هم ، فقد شهدت رمال شبه الجزيرة العربية فصلا من فصول قصص الحب التى تربط العشق والحرية بالفروسية بين الشاعر عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة، التى كانت صورتها لا تفارقه حتى فى حروبه، فيقول فى ذلك شعرًا:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل.. منى وبيض الهند تقطر من دمى

فوددت تقبيل السيوف لأنها.. لمعت كبارق ثغرك المتبسم

بل إن بعض القبائل العربية عرفت برقة القلب مثل قبيلة “بنى عذرة” ، وكانوا يفتخرون بذلك بين قبائل العرب فيقولوا “نحن من قوم إذا عشقوا ماتوا”، وقد أطلق على هذا الحب الراقى اسم “الحب العذرى”.

ولم ينتصف القرن الأول الهجرى حتى ظهرت قصة الحب العربية الخالدة بين”قيس وليلى العامرية” التى ألهبت مخيلة الأدباء والشعراء، فقد أدى انتشار قصة حبهما إلى رفض والدها للزواج جريا على عادة العرب، حيث كان لا يقع الزواج بمن يتغزل بمحبوبته، وأدى ذلك لأن يصاب قيس بحالة من الاكتئاب قادته إلى الجنون، وحين ذهب والد قيس به إلى الكعبة لأداء فريضة الحج، لعل الله يذهب ما به من حب لليلى، قال له : أدع الله يصرف عنك حب ليلى، تعلق قيس بأستار الكعبة وأنشد يقول:

اللهم لا تحرمنى حبها أبدا … ورحم الله عبدا قال آمينا

هذه بعض قصص الحب الشهيرة التى أصبحت أيقونة للعشاق فى عيدهم .

الرابط المختصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى